06 August 2014

المجلات التي مزقها ضابط الأمن الهمجي بالمطار


كاتلين صديقة عزيزة من بلجيكا، امرأة عاشقة للطبيعة العمانية ومحبة لهذا البلد. تزور كاتلين السلطنة باستمرار منذ عدة سنوات وتقضي قسطا كبيرا من نهارها مستمتعة بسحر الشواطئ العمانية وشمسها الدافئة التي تُنسيها ثلوج أوروبا وبردها القارس. لكاتلين صديق عماني يعمل في مجال النشر وكان يفكر بإصدار مجلة تختص بالأزياء والموضة والديكور. في إحدى زياراتها للبلاد جلبت كاتلين معها نماذج من مجلات غربية مختصة بعالم الأزياء كهدية لصديقها العماني بغرض أن يطلع على مجلات الأزياء العالمية لعله يستفيد منها في وضع التصور النهائي للمجلة التي كان ينوي إصدارها. في مطار مسقط الدولي أوضح كاشف الحقائب أن كاتلين تحمل في حقيبتها عدة مجلات ونحو أربعة كتب جلبتها معها لتقرأها هنا في إجازتها. أصاب الشرطي –الذي لم يسبق له على الأرجح أن قرأ كتابا واحدا في حياته- الذعر عندما رأى شخصا يحمل كتبا، فما كان منه إلا أن أمر بتفتيش يدوي لحقيبة كاتلين وكأنها تحمل أسلحة دمار شامل. رأى الشرطي مجلات الأزياء وتفحصها، ولأن هذا الشخص ضيّق الأفق ولا علاقة له بالعالم من حوله –ولعله حتى لا يشاهد التليفزيون وما تعرضه الفضائيات داخل بيته- فقد اعتبر الأزياء عدوانا على البلد، فما كان منه سوى أن قام ببربرية وهمجية بتمزيق صفحات بكاملها من مجلات كاتلين بصورة صادمة تفتقر لأدنى ذوق وتجرح تماما مشاعر الطرف الآخر. كنت أنتظر كاتلين في صالة الاستقبال بالمطار ولاحظتُ تأخرها، فاقتربتُ من أقرب نقطة تتيح لي استراق النظر إلى ما يحدث داخل قاعة تفتيش الحقائب، وهالني أن أرى كاتلين مصدومة من سلوك شخص غير متحضر يمزق لها بوحشية أفضل رموز الحضارة: المطبوعات. ما رأيته في تلك اللحظة كان لقاءً بين التخلف والمدنية.

هكذا تستقبلُ فئةُ البرابرة لدينا من يأتي إلينا بومضة من الحضارة!


No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.