10 August 2014

نَدَلة يكرَهون الشاربين

تم كتابة النص أدناه كمقاطع متفرقة في ليالي مختلفة من عام 2010. وتم تجميعها معا كنص واحد في 7 سبتمبر 2010م.


نَدَلة يكرَهون الشاربين

في كل حانة حفنةٌ من الندلة الأغبياء
يُكَرِّهون المرءَ في فكرة الشراب!
* * *
الندلة ذوو الشخصيات الباردة كجثث الموتى
لا يجيدون سوى تقديم البيرة الدافئة
.............
............
الندلة الباردون.. زوجاتهم باردات أيضا على الفِراش. إلا للغرباء ربما!
* * *
لا يهديني النادل بيرةً باردة كما أشتهي
لا يفعل ذلك أبدا
لكنه قد يفاجئني يوما بعلبة متجمدة
إذ بالخطأ، زادت برودتها بحيث لم يعد يرغب بها أحد
* * *
كل بيرة هنا فاقدة لطعمها
كل بيرة تبدو ساخنة، وأقرب إلى الزيت منها إلى شراب الشعير المطهم بعشبة الدينار
ومهما كانت باردة، بل وحتى إذا كانت شبه متجمدة، فإنها تبدو أبدا بلا طعم:
دافئة ومائعة
لا تَجلب لذةَ الليل
إلا أنها لا تبخل بإسهال الصباح!
* * *
 في كل حانة جيدة، هناك دوما زبون واحد مبتذل
شخص واحد على الأقل
يقتلعك من مكانك الأثير، ويُهَجِّرك إلى حانة أخرى
* * *
في الحانة الأخرى، مبتذلٌ آخر، يؤذيك، فتهاجر حزينا إلى حانة جديدة..
...........
العمر ترحال، من بيرة سيئة إلى أسوأ!
* * *
في الحانات الهادئة.. الندلة دائما أعداء الشاربين، يبحثون عن صخب مفتعل، عن عداء للزبون، لأنهم متبرمون بكل شيء، وهم حتى ليسوا من الشاربين، حتى في جحورهم التي وفرها لهم رب العمل.
* * *
يتساءل الشاربون –المسموح لهم قانونا بتسمين جيوب الأثرياء من مُلّاك الفنادق-، يتساءلون لماذا يتأخر كل هذا الوقت السماح لهم بشراء المشروبات من المحلات المرخّصة وأخذها إلى منازلهم؟ هذا حتما سيبهج المؤسسات الصحية، فهو سيوفر ملايين الريالات لعلاج مدمني العطور.. وهو سيبهج رجل المرور، فحوادث آخر الليل ستتضاءل.. وسيبهج الزوجة، لأنها ستعلم أين يقضي زوجها ليلته. الحزين الوحيد سيكون صاحب الفندق، إنه بلا نزلاء في سياحة لا تُثري، لا سلوى له سوى قانون منع الشعب من المتعة الآمنة في المنزل.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.