02 January 2015

رغائب سنة جديدة

رغائب سنة جديدة


هذه الليلة أنا مستعدٌ لالتهامِ تمساحٍ حيّ كاملٍ بفكه المفتوح، وحراشفه الغليظة!
مستعد ﻷسامح زوجة خائنة.. وﻷغوي زوجا بالخيانة!
مستعد ﻷقطع الصلة بنديم أعرفه منذ 15 عاما؛ ﻷنه لن يصبح يوما صديقا قط.
مستعد لأجلد طيز حبيبتي بالكرباج، بتدرج وشبق.. إذا أقسمتْ أنها ستبادلني المِثل؛ ولكن بقسوة لامتناهية.
مستعد ﻷهشم البطيخات بلكمات من قبضة يدي. وأن أفقأ حتى عيون العميان، فما حاجتهم لها؟
مستعد لقطع ذيل ضب.. فتُنتهك كرامته، ويسَمِّم نفسه من الداخل حتى الموت. أتوق ﻷرى أحدا يموت بكرامة.
مستعد أنا الليلة لقطع ذيل سحلية؛ ﻷراها تفلت من قبضة الكراهية.  وأرى ذيلها ينمو مجددا، هازئا بي.
مستعد الليلة ﻷعلّق امرأة من حلمتيها بمروحة الغرفة.. غير أنني لن أدير زر التشغيل.
مستعد لإحراق صالة سينما، وإنقاذ شريط سينمائي واحد ﻷنه بالأبيض والأسود، أو ﻷنه صامت.
مستعد الليلة ﻷهجر كل الصديقات إذا رفضن أن أمزق سوتياناتهن وأطعمها للحلزونات.
مستعد ﻷتعشى بخبز عفن، طالما كان لديّ كأسُ نبيذ أحمر.
مستعد ﻷغازل سحاقية، حتى لو انتهى بي الأمر حبيسا.. طالما كان ذلك سيشعل غضبها ضد العالم كله!
مستعد ﻷشعل حريقا، لتتبخر بلادة البرد.
مستعد ﻷعلّم طفلا أقذع الألفاظ، كي لا يحرمه والداه السخيفان من النطق الحق.
مستعد ﻷقطع لسانيْ أبوين أرعنين، فلا تسمع الطفولةُ صلواتٍ عند الطعام، وزجرا حال الغناء على المائدة.
مستعد ﻷدق المسامير على الحلمات. وليتم خصيي بمشرطٍ صدئ. وﻷدَغدَغ تحت الإبطين حتى الموت. مستعد أن أعض مؤخرة امرأة مستديرة، وأن أنهش منها ما يكفي ليمتلئ به فمي فأكف عن الشكوى والتذمر.
مستعد ﻷضرب أرنبا بمطرقة على رأسه، وأن أولج اصبعي فُجاءة بدناءة تجعل أقرب صديقاتي تحتاج لجلسةِ علاجٍ تمتد 20 عاما لتتعافى من الصدمة، لكنها لن تشفى يوما!
مستعد للحرائق والدخان. لنبش قبر فرناندو بيسوا والتمثيل بجثته. ولطبع قبلة على جبهة شارلي شابلن--التي لم تترك الديدان شيئا منها.
مستعد لكل شيء سوى أن أحظى بسنة عادية. سنة لا تليق إلا ببشر ليسوا سوى بهائم ناطقة.
مستعد أن أفقد القدرة على الكلام، شريطة ان أبوح كثيرا بحبي للوجوه الصامتة للنساء الحزينات.
هذه الليلة أنا مستعد لالتهام تمساح حي كامل بفكه المفتوح، وحراشفه الغليظة، حتى لو علق بحلقومي.. فقط كي لا تكون سنتي هذي شبيهة بسابقتها الرمادية.
الليلة سأدخل فيك بشهوة. وسأرقب دم بكارتك يسيح مغادرا حياتي البليدة، حياتي ذات العذرية الزائفة، كغشاء بكارةٍ صينيّ خدعوا به زوجا شرقيا جديرا بالخداع ولا شيء غير الخداع.
الليلة يستيقظ الغوريلا ضاربا بيديه الهمجيتين صدرَه الفولاذي، ليغزو العالم الأشعث الشَعر بزمجرة تهتز لها أركان الغابة المسمومة. الليلة يركل كينج كونج الزمن ليخلط أوراق اللعب، فلا يعود شيء آمنا بالسذاجة التي كنا عليها قبل سويعات.