18 August 2014

اللذعةُ الخطأ

نُشرتْ في جريدة الشبيبة بتاريخ 31 مارس 1997م


اللذعةُ الخطأ

"كلنا على خطأ اللذعة مشّاؤون"
صالح العامري


(1)
عن ترهلِ البطنِ وضمورِ حبلِ السُرّة
سأدوّن بضعةَ أسطر.
عن الفقاقيع السابحة في الشرايين والأوردة.
عن الدم الأصفر (لفرط الغبار).
عن القصبة الهوائية المهترئة.
عن آلام المفاصل بعد دقيقتين من الـ (...).
عن النَفَس اللاهث عند صعودي السُلّمَ المتعجرفَ
الذي لا يُوصِلُ أبدا إلى قلبها.
عن حيرةِ طفلٍ أرضعته الأرضُ خواءَها
فانتفخ.
          لن أدوّن أيَّ سطر!

(2)
ليس هنالك ما يعد سهوا
في أفعالِ امرأةٍ ما.
فإذا انكشفتْ ركبتُها..
فإن ذلك يعني
أن الحزن الذي يخيم على المدينة
سوف يمطر قمحا
يوما ما.

(3)
الصلصةُ الحمراءُ (على جانبيْ فمي)
-وأنا أكرعُ فخذَ الدجاجة المشوية-
تجعلني أبدو أليفا
مثل دراكولا!

(4)
تلك الرُكبةُ ليست لي.
لو كانت
ماذا أنا فاعلٌ بها؟

(5)
سأفعلها كغضروفٍ صَدِئ
في أسفل الركبة.
سأخذلُ الساقَ والقَدَم
فيجثو البعيرُ إلى الأبد.

(6)
الليلُ.. لا يعني الظلامَ في جميع الحالات.
أحيانا، يعني الوقتَ الذي يستحيلُ فيه القلبُ عظيما
كظلِ مَن في السماوات.
الليلُ، في الحقيقةِ
يعني الضوء.

(7)
على طَرَفَي ثغرها ثغرتان
حتما سأعبئهما بالقبلاتِ
يوما.
عندما يشقشق القلبُ
كنبعِ ماءٍ، يوما.
سأفتحُ فيها ثغورا جديدة
وأصلّي
أنْ أخبَّأ فيها!

(8)
لم يعد السبتُ أولَ أيامِ الأسبوع
فالأيامُ ثوابتٌ على ما قبل البدء.
بَيْدَ أنّ الآدميَّ اكتسب عبر التجربةِ
القدرةَ على معرفة الفرق الحسيّ بين الليل والنهار،
من حيث:
درجة الحرارة
نسبة الرطوبة
سرعة الرياح
والأحلام المزعجة.

(9)
كلُّ مُزَيّنٍ قصّ شَعري
لابد أنه شعر بالامتعاض
ولو لوهلة!

(10)
ليس عجيبا إذن
أن يتناقصوا واحدا إثر آخر.
ومع ذلك..
أنا لا أشعرُ بالفقد!

(11)
وهكذا
لم تكن فرجينيا وولف موهومةً حين كتبتْ أنّ أهم ما في الأمر:
"غرفة المرء الخاصة".

(12)
سيكون النَوالُ سخيّا
على قدرِ الجفا.

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.