03 December 2014

تكلمتُ الليلة كثيرا

تكلمتُ الليلة كثيرا



ما زلتُ مستيقظا أيتها الصامتة، وفي جوفها بركانٌ من التناقضات.
ما زلتُ مستيقظا، وفي يدي مُدية وأنا أبحث عن البرئ--الأكثر براءة، الجدير بأن أغرسها في قلبه.

ما زلتُ مستيقظا، لكني الليلة بالتحديد تكلمتُ أكثر مما ينبغي.
أخبرتُ الطيورَ أنني أنوي نتف ريشها لو مجرد فكرت أن تزقزق حول نافذتي صباحا!
أخبرت الرفاق أنهم بلا جدوى بعد 11 ليلا، فأي فيلم أمريكي تافه يمكن أن يعوضني عنهم.
أخبرت العاهرات أنني وصلتُ سن الفطام، وأن الوقت قد تأخر ﻷشتهي أحمر الشفاه الفاقع.
همست لصديقتي المقربة أنني أكذب عندما اقول أنني أحب عينيها، فأنا أحب عدسات عينيها اكثر.
أخبرت حذائي أن السير حافيا لم يعد يؤلمني.
أخبرت الرجال العواجيز حولي أن النبيذ مفيد للروماتيزم، وأن انحناء الظهر أجمل من التفكير بشراء تابوت أو كفن.

تحدثتُ اليوم كثيرا.
تحدثتُ لطالبة جامعية أن سر النجاح هو أن تتوقف عن الكتابة إليّ بين المحاضرات.
وتحدثت ﻷمي -كاذبا، كي لا أقلقها- أني اتخذت كل الاحتياطات لكي لا أصاب بالسكري او ضغط الدم.
كما تحدثت لنجوم السماء أنني لا أصدق مزحة إعصار نيلوفار.
أنا صاح أيتها البعثرة الكونية.. ولكني لن أتحدث الآن ﻷحد..
فقد تحدثتُ الليلة أكثر مما ينبغي.
تحدثتُ لجميع الكائنات.
وبقيتُ، كالعادة، صامتا كالصخرة الملساء أمام نفسي!

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.