(الدنيا نظرْ عين)
إلى لِيَا.. ناظرة بعينيها إلى نفسها تبتعدُ عن نفسها
على شاطئ الحُلم المبدّد!*
وإليكِ.. لنهدينِ ما جَرَأتُ على اختلاس النظرِ إليهما،
وما قَوِيتُ على سحب النظرِ عنهما!
هذا نهدٌ أعرفهُ.
لا يَعرِفني.
وهُنا توأمُهُ—نهدٌ ثانٍ
أيضا لا يألفُني.
لكني أعرفهُ. أألفٌهُ. ألمُسُهُ. أوْزِنُهُ. ألعقُه. بل
إني –أحيانا- أعضُّ أنامِلَهُ. ألثمُ مُقلتَه.
هذا نهدٌ أعبُدهُ.
هذانِ النهدانِ هما عينانِ
أنظرُ بهما للدنيا
-والدنيا نظرٌ للعينِ-.
أنظر بهما فأرى سينما
هي ذي (وِينْسلتُ)**
تقرأ كُتبا، بعينَيْ طفلٍ عاشقْ
تتعرى في حضرته، فيغدو الطفلُ إلهاً، وأنا أغدو
عبدَاللهِ.
أغدو عبدا لإلهٍ لا يتمرأى إلا في صالةِ سينما.
هي ذي (أولمانُ)***
في (بِرسونا).. تأخذُ أحشائي للعُتمةِ.
لا أعشقُ إلا العُتمةَ، حيثُ الشهواتُ تَمُوجُ كَمَا
حيّاتٍ تتناسلُ
ملساءَ.. زاهيةَ الألوانِ.. تفيضُ أنوثةْ.
هذانِ النهدانِ هما عينانِ
أنظرُ بهما فأرى لوحةْ.
ما أجملَ هذا الجسدَ العاري..
ما ألطف هذا الشيفونَ المسترخي
ما أجملَ هذي السُرّةَ والخِصبُ يلوذُ بها.
أنزلُ نظرةْ.. فأرى عشبا مبتلا بالأمطارِ.
بالأحضانِ أتوّجهُ.
هذا العشبُ سيزهو يوما في أحلامي.
يا أنفاسي دفّيها الآنَ.. دفّي الأفعى الملساءَ..
دفّيها الآنَ.. الآنَ الآنَ وليس غدا
فالباكرُ قد لا يأتي.
يا أنفاسي دفّي حسناء (الكورسيتِ)****،
وخذيها للزمن الباقي
هذا (الكورسيتُ) مَهِيبٌ وأنا أربطُ أزرارَهْ.
مهيبٌ وأنا أفتحُ أزرارَهْ.
هذا الكورسيتُ –ونهداكِ يفيضانِ بنشوتهِ- هو كلُّ
اللوحةِ في معرضِ عصرِ النهضة--إذْ لا أعرفُ عصرا آخرَ.
نهداكِ النهضةُ، فانهضْ يا ثعبانَ الروحِ المحرومَ.
انهضْ يا غوريلا الغابةِ..
كمْ نادمْتُكَ –والعفّةُ قيدٌ-، وفؤادُكَ مكسوٌ
بالكِلْسِ.
كم سِرْنا بنيذٍ تلوَ نبيذٍ، وأنتَ الراهبُ.
وأنتَ الرافضُ إلا أنثى (الكورسيتِ) المخبوءةِ في عَبَق
الرغبةِ
فانهضْ يا غوريلا الرغبةِ واللهفةِ، مُنتصبا!
هذانِ النهدان هما الدنيا
-والدنيا ليستْ إلا نظرةُ عينٍ-
فاذهبْ بالبصرِ إلى النهرِ المشقوقِ
واعْبُرْ بين الضفةِ والأخرى. واسْبَحْ....
اسبَحْ
اسبحْ يا رعديدُ. اسبحْ أو فلتغرقَ يا ابنَ الـ...
لا تُهدِرْ عمرا آخرَ.
يا ابنَ الـ...
يا ابنَ الحرمانِ، التوهانِ، الكبتِ، الفَنتازيا
لا تُهدِر عمرا، لا عمرا آخرَ أحدٌ يضمنُهُ.
فانهضْ..
ارضعْ نهديها يا ابنَ الرب!
قبّل شفتيها يا ابن الإنسان!
فهذا نهدٌ تعرفُهُ، وهذا توأمُهُ—نهدٌ ثانْ.
هذانِ النهدانِ هما عينانْ
اُنظرْ بهما للدنيا
-والدنيا نظرٌ للعينِ-
انظرْ بهما، يا عبدَاللهِ
انظرْ لترى سينما. لوحةْ. عشبا مبتلا بالأمطارِ.
لا تُهدِرْ عمرا آخرَ.
وارضعْ نهديها حتى يشفى جُرحُ الرغبةِ
ويئنُّ الحزنُ الأبديُّ:
"هذا نهدٌ أعرفهُ. أألفُهُ. ألمُسُهُ. أوْزِنُهُ.
ألعقُه. بل إني –أحيانا- أعضُّ أنامِلَهُ. ألثمُ مُقلتَه.
هذا نهدٌ أعبُدهُ.
هذا نهدٌ أعبدهُ.
فانهض يا غوريلا الرغبةِ واللهفةِ، منتصبا!
هذانٍ النهدان هما الدنيا.
والدنيا نظرةُ عينٍ.. لا أكثرْ!"
*إحالة إلى شخصية (لِيا) أو (إيزابيل) في الفيلم الفرنسي
(صغيرة وجميلة) Jeune &
jolie. إخراج:
فرانسوا أوزون. إنتاج: 2013
**إحالة للممثلة كيت وينسلت في دور هانا شميتز في فيلم (القارئ)،
حيثُ كانت أميّة وتطلب من صبي مراهق أنْ يقرأ لها. إخراج: ستيفان دالدري. إنتاج: 2008
***إحالة إلى الممثلة ليف أولمان بطلة فيلم (برسونا).
إخراج: إنجمار برجمان. إنتاج: 1966
****الكورسيت corset أو (مشد
الصدر). من أزياء القرون الوسطى الأوروبية وعصر النهضة. نسخة عصر النهضة كانت أكثر
فتنة.
No comments:
Post a Comment
Note: Only a member of this blog may post a comment.